العرب والإيدز.. وأكثر من نصف مليون مصابا
ذكر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة أن هناك اكثر من 550 ألف حالة إصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة " الإيدز" بالعالم العربي من بين 42 مليون حالة على مستوى العالم.
وأوضح المنسق الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الدكتور سمير عنوتي في تصريح صحافي بمناسبة تفعيل حملة بالمنطقة العربية ضد هذا المرض " أن السودان وحدها بها حوالي 400 ألف مصاب بالإيدز ".
وأضاف عنوتى أن 95 بالمائة من المصابين بمرض الإيدز هم من سكان الدول النامية وأنه يظهر يوميا 14 ألف حالة إصابة بالمرض على مستوى العالم من بينهم ألفين من الأطفال وأن 9 آلاف يموتون كل يوم بسبب هذا المرض الخطير.
وتشير آخر الإحصائيات إلى انه ظهرت في عام 2002 قرابة 5 ملايين حالة إصابة جديدة بالمرض وتوفى 3ر1 مليون شخص نتيجة للإصابة بمرض الإيدز.
هذا وقد صرح مسؤول عماني مؤخرا أن حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بسلطنة عمان بلغ خلال عام 2002 وبداية 2003 اكثر من 800 حالة إصابة.
وقال رئيس البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة الدكتور علي باعمر في تصريح صحفي، حسب وكالة الإنباء الكويتية، أن عدد المصابين بمرض الإيدز المبلغ عنهم بشكل رسمي حتى نهاية إبريل/ نيسان من العام الحالي بالسلطنة بلغ 800 حالة مشيرا إلى أن هناك إصابات لم يعلن عنها.
وأضاف أن 35 بالمائة من المصابين بالمرض قد توفوا مبينا أن معظم الإصابات بالمرض هي نتيجة تناول المخدرات والاتصال الجنسي0
وأشار إلى أن 80 بالمائة من المصابين بالإيدز بالسلطنة هم من الرجال وان حالات الإصابة لدى النساء في ارتفاع مستمر منذ عام 2000.
وذكر المسؤول العماني أن سلطنة عمان قامت خلال السنوات الماضية باتخاذ سلسلة من التدابير والإجراءات الوقائية لحماية المجتمع من خطر تسرب مرض الإيدز للسلطنة0
وأوضح أن من ضمن الإجراءات التي قامت بها سلطنة عمان تشكيل لجنة وطنية لوضع الخطط والسياسات ووضع الاستراتيجيات التنفيذية لتطبيق تلك السياسات واختيار الآليات التنفيذية للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز إضافة إلى تشكيل لجنة وطنية للتثقيف الصحي للقيام باتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
وقال أن الإحصائيات أوضحت أن اكثر من 70 في المائة من الذين أصيبوا بالإيدز بالسلطنة خلال ال 10 سنوات الماضية كان سببها الممارسات الجنسية غير المشروعة لدى الرجال.
وأضاف أن السلطنة أوقفت استيراد الدم من الخارج منذ عام 1991 وتشجع المواطنين والمقيمين على التبرع بالدم من خلال حملات فريق بنك الدم 0
وأشار إلى أن هناك 42 مليون شخص حاملين الإيدز في العالم حتى نهاية عام 2002 مبينا أن 6 آلاف شاب ما بين ال 15 و25 سنة في العالم يصابون بالإيدز يوميا بالإضافة إلى 14 مليون طفل في العالم تيتموا بسبب الإيدز.
وأكد أن خطورة مرض الإيدز تكمن أن كل شخص معرض للإصابة بفيروس الإيدز بسبب بعض السلوكيات مثل العلاقات الجنسية غير الشرعية وتعاطي المخدرات مبينا أن ذلك تجعل الإنسان اكثر عرضة للإصابة بهذا الوباء.
هذا بالنسبة لسلطنة عمان أما بالنسبة لليمن، فقد بات إيجاد نظام ترصد خاص بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) هاجسا يحوز اهتماما أكبر في خطط السلطات الصحية اليمنية بعدما طرأت مخاوف من ارتفاع مستوى الإصابة بالمرض والذي بلغ 18 ألف حالة حتى الآن.
واليمن المدرج بين أوائل دول الإقليم التي قامت بإعداد استراتيجية لمكافحة الإيدز يصنف في خانة الدول منخفضة الانتشار بفيروس المرض ورغم ذلك لا يبدو الوضع الفعلي خارج دائرة الخطر.
وأوضح مسؤول يمني، أن وزارة الصحة اليمنية تعتزم إعداد إحصائية حقيقية ودقيقة لمدى انتشار مرض الإيدز وهو ما قد يكون دلالة على أن اليمن لا تملك في الوقت الراهن بيانا دقيقا عن المرض يمكنها الاستناد إليه لوضع استراتيجية للمكافحة الفاعلة.
وأشار إلى أن هذه "المعضلة" تلقي بظلالها على الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإيدز التي أعدتها اليمن استنادا على بيانات حالات الإصابة التي تتوارد إلى السجلات الرسمية. وقد سجلت 1200 حالة إصابة بالإيدز حتى نوفمبر الماضي ولكن القائمون على البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز يقولون أن "الحالات الظاهرة قليلة جدا".
واستنادا على معدلات منظمة الصحة العالمية بشأن وجود 15ألف حالة ظاهرة يخشى من وجود 18 ألف مصابا بالإيدز في اليمن. وفيما لم تعلن السلطات اليمنية حتى الآن نظام رصد وبائي خاص بالإيدز بدأت بعض خطوات التوعية عبر حملة إعلامية دشنت في فبراير الماضي.
وفي الأعوام الأخيرة سعى برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز إلى إشراك وزارة الأوقاف والإرشاد في حملات التوعية ضد مخاطر هذا المرض الفتاك. وقامت الفكرة على تزويد خطباء المساجد بدليل إرشادي لاستخدامه في خطبهم الوعظية وحتى منتصف العام الماضي كانت إصابات الإيدز طبقا لإحصاءات رسمية تسجل 1077 حالة على مدى نحو 14 عاما وبمعدل 76 حالة إصابة سنويا.
وخلال الأشهر الأخيرة حتى نوفمبر سجلت 123 إصابة وهو مؤشر على تصاعد غير مسبوق لحالات الإصابة إلى أكثر من النصف. وكان قد أعلن عن أول إصابة بالإيدز في اليمن في العام 1987م. وتعد اليمن إحدى تسع دول في إقليم الشرق الأوسط خلصت فيها دراسة للبنك الدولي إلى انه بحلول عام 2025 سينتشر الإيدز بنسبة 3 بالمائة. وقد بلغت حالات الإيدز في العالم حتى العام الماضي 42 مليون حالة أسفرت عن وفاة أكثر من ثلاثة ملايين مصاب.
ومن جانب آخر، حذر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من استمرار موت الأشخاص بسبب مرض الإيدز الذي حصد الملايين منهم على مدار العشرين سنة الماضية بسبب استمرار التهميش والوصم بالعار للذين يتعايشون مع هذا المرض.
وقال رئيس الاتحاد خوان مانويل سوارس في بيان صحفي، أن الناس يعرضون أنفسهم لمخاطر الإصابة بالعدوى أو رفض الحصول على العلاج كي لا يواجهوا النتائج الاجتماعية التي يخلفها الوصم بالعار مثل فقدان منازلهم ووظائفهم أو حتى عائلاتهم.
وأشار إلى أن النساء المصابات بالإيدز في إفريقيا وبعض المناطق يستمرن في إرضاع أطفالهن حتى لا يقال أنهن مصابات مما يعرض الأطفال لمخاطر كبيرة.
وفي محاولة لمحاربة هذه الخرافات والوصم بالعار المحيطة بالمرض أطلق الاتحاد العديد من الحملات التي تركز على المفاهيم الخاطئة للمرض لدى الغالبية من الناس.
ودعا الاتحاد بعض المنظمات الدينية التي تهتم بهذا الموضوع أن تمارس دورها بشكل إيجابي وعلمي وان يتم توعية الناس بطريقة علمية في هذا المجال.
هذا وقالت شركة جلاكسو سميث كلاين، الشركة العملاقة لتصنيع الأدوية، أنها ستخفض أسعار أدوية الإيدز التي تنتجها وتبيعها للدول النامية.
وتقول الشركة البريطانية إنها لا تبيع هذه الأدوية للدول الفقيرة لتحقيق أرباح، وقالت إن بإمكانها الآن أن تخفض الأسعار بسبب الكفاءة العالية في الصناعة.
وبالرغم من خفض أسعار الأدوية، لا تزال الأسعار باهظة بالنسبة إلى الدول الفقيرة، وبإمكان 63 دولة من دول العالم الثالث الاستفادة من خفض أسعار أدوية الإيدز. وستبلغ تكلفة المعالجة 90 سنتا في اليوم للمريض الواحد.
ورحب النشطون في الدعوة إلى مساعدة مرضى الإيدز بقرار الشركة البريطانية إلا أنهم قالوا أن القرار جاء بناء على ضغوط متزايدة على شركات الأدوية الغربية لوضع أولوية مكافحة مرض الإيدز قبل تحقيق الربح