Admin Admin
عدد الرسائل : 1011 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 16/11/2007
| موضوع: تعزيز الانتماء يحصّن الشباب بثقافة الحوار السبت أغسطس 23, 2008 1:44 pm | |
| تعزيز الانتماء يحصّن الشباب بثقافة الحوار ... طالب طب... يفضل الانتحار! صنعاء - علي سالم الحياة - 18/08/08// أكدت دراسة حديثة ضرورة تهيئة المناخات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية لمعالجة المشكلات الرئيسة للشباب اليمني بما يعزز مشاركتهم الإيجابية في عملية التنمية. ودعت الدراسة التي أعدها الدكتور وديع العزعزي بعنوان «الشباب بين ثقافة الصورة والثقافة الأصولية»، إلى «تبني خطاب توعية مــوحد يــستهدف الــشباب ويــنطلق مــن تعزيز الانــتماء الوطني ونبذ العصبيات وتأكيد ثقافة الحوار والعقل وقيم الحرية والديموقراطــية وتــشجيع العمل والإبداع».
وكانت دراسات تناولت الأحزاب والتنظيمات اليمنية رأت في نهجها مضموناً شمولياً. وما زال بعض الأحزاب الدينية يعتمد مبدأ البيعة في عمله التنظيمي, في الوقت الذي انخرطت الشخصيات العقائدية في مشهد المؤسسات العاملة في مجال حقوق الإنسان!
ولئن لفتت العملية الانتحارية التي نفذها طالب جامعي في مدينة ســيئون الــيمنية الــشهر الماضي انتباه كثيرين، لا سيما لجهة حداثة استخدام هذا الأسلوب في اليمن، إلا أن ثمة من اعتبرها مؤشراً الى أن التنظيمات الجهادية ومنها تنظيم «القاعدة»، باتت ترى في مآزق الشباب اليمني بيئة ملائمة لتجنيد انتحاريين.
ويرى مراقبون أن الوضع المتأزم الذي يعيشه كثيرون من الشباب اليمنيين وما يعانونه من ضائقة بسبب المجتمع المحافظ وتفشي البطالة والفقر، إضافة إلى الخطاب المعادي لـ «الهيمنة» الأميركية والغربية، توفر بيئة ملائمة للــتنظيمات الجهادية لاســتقطاب الــشباب.
يقول الباحث اليمني ســعيد علي عبيد إن «مرونة تنظيم القاعدة في الاستقطاب قياســاً بالتــشدد عند الــجماعات الأخرى الإسلامية مثل «الأخوان المسلمين» والســلفيين، ســهّل عــمل الــقاعدة فــي تجنيد الــشباب».
وكان تنظيم «الجهاد الإسلامي» الذي أعلن مسؤوليته عن تفجير سيئون اعتبر في بيان نسب إليه، إن العملية تأتي في سياق «الدفاع عن الإسلام ضد المهرجانات والاحتفالات التي تلوث عقول أبنائنا وبناتنا بالغناء والمجون والاختلاط» متوعداً بعملية مماثلة في صنعاء.
وجاء في التحقيقات أن أحمد سعيد عمر المشجري منفذ عملية سيئون، طالب في كلية الطب جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا، وفصل العام 2006 بسبب رسوبه في مواد مقررة وانه مالك السيارة التي استخدمت في العملية.
وبدا أن تصاعد العمليات التي تبناها تنظيم «القاعدة» في اليمن يعزز وجهة النظر القائلة إن هذا البلد الذي وصفه أيمن الظواهري بـ «أرض المدد»، مرشح ليكون المحطة الثانية للقاعدة بعد العراق، علماً أن النسبة الأكبر من السجناء اليمنيين في معتقل غوانتانامو هي من الشباب وصغار السن.
وكان اليمن يشكل احدى المحطات الرئيسة لتجنيد الشباب للقتال في أفغانستان وأخيراً في العراق, وبقيت المدارس الدينية المعروفة باسم «المعاهد العلمية» الحاضنة الرئيسة لبروز الجماعات الجهادية, كما ظلت «جامعة الإيمان» مقصداً لكثيرين من عناصر الجماعات الإسلامية في شرق آسيا وأفريقيا وأميركا وأوروبا.
وبعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) قررت الحكومة اليمنية دمج «المعاهد العلمية» ضمن التعليم العام ما تسبب في أزمة سياسية مع حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض.
ويقول عبيد الذي اصدر كتاباً تناول تنظيم «القاعدة» في اليمن، أن «ضبابية طروحات بعض الجماعات الدينية، خصوصاً في ما يتعلق بطاعة ولي الأمر ومفهوم العدو، أوقعت كثيرين من شباب هذه التنظيمات في تناقض، لا سيما أولئك الذين ترعرعوا على خطابات تعتبر الديموقراطية والانتخابات كفراً». ويلفت إلى أن «هؤلاء عادة ما يجدون ملاذاً لهم في تنظيم القاعدة الذي لا يفرّق كثيراً بين العدو الخارجي والعدو الداخلي، ويعطي الممارسة أولوية على التنظير».
وكانت الشعارات التي رفعها «تنظيم الشباب المؤمن» والمنادية بـ «الموت لإسرائيل وأميركا» مثلت الشرارة التي على إثرها اندلع القتال بين القوات الحكومية وجماعة الحوثيين في محافظة صعدة.
في غضون ذلك أغلقت الحكومة اليمنية عشرات المدارس الديــنية, كما تــسعى من خــلال الــمراكز الصيفية إلى نشر الوسطية وتجنيب الشباب الغلو والتطرف. إلا أن هناك من يعتبر ذلك مجرد إجراءات شكلية لا تستهدف إحداث تغيير حقيقي في بنية الثقافة العامة، خصوصاً في ظل بقاء أنظمة التعليم والإعلام على حالها.
| |
|