العربي الجديد هو العربي الميت

بقلم: محمد هجرس**
الرابط : مقالات ساخرة
هكذا كان ـ ولا يزال ـ يعتبر قادة عصابات الصهيونية في تل أبيب، وهكذا أيضاً تدلل كل السلوكيات الإجرامية التي تشنها الدولة العبرية، منذ إنشائها وحتى اليوم

.ـ العربي الجيّد.. هو الذي يقبل بالأمر الواقع الذي تفرضه بنادق الاحتلال وحراب العدوان!.ـ العربي الجيّد.. هو الذي لا يحتج، بل يبدو مستسلما طيلة الوقت!

.ـ العربي الجيّد.. هو الذي يقبل السلام وفق "الكوشير اليهودي" سلام القتل وسلام الترهيب، وسلام العدوان!

.ـ العربي الجيّد.. هو الذي يهدر دمه، وتزهق روحه، دون أن يكون له أبسط حقوق السؤال عن أسباب القتل!

.ـ العربي الجيّد.. هو الذي يتحول إلى مجرد رقم ضمن قائمة القتلى، كما يقول البعض، أو قوافل الشهداء كما يؤكد البعض، أو الضحايا كما يحلو للبعض أن يكون حيادياً؟

ـ العربي الجيّد.. بلا ثمن، بلا روح، بلا جسد، بلا حلم، بلا حق في أن يعيش حياة إنسانية كما نأمل، أو حياة حيوانية، كما تنعم حيوانات الغرب؟

ـ العربي الجيّد.. هو الذي يلغي ذاكرته تماماً، ويتناسى ما فعله "أبناء العمومة" كما كان يقول البعض، من جرائم وفظائع، طيلة مراحل الصراع، وقبلها وبعدها!

ـ العربي الجيّد.. هو الذي لا يصدق ما تبثه الفضائيات عن محارق النازيين اليهود والصهاينة ضد الأطفال الأبرياء والنساء العزل والمدنيين المحاصرين دون أن تشفع لهم مباني أو مقرات أو مدارس الأمم المتحدة في حماية حياتهم!

.ـ العربي الجيّد.. هو الذي يسلّم فقط بما يقوله أبناء صهيون، ويصدق ما يفترون به، وكأن هؤلاء الأطفال، أبناؤنا قتلناهم نحن بأيدينا، وكأن هذه الجثث، نتاج عدم التوافق العربي، والخلاف العربي.

.ـ العربي الجيّد.. هو الذي لا بدّ أن يصدق أن الإسرائيليين قوم طيبون جداً، مسالمون جداً، مساكين جداً، يستحقون هم أن يعيشوا، ويلعب أطفالهم بجماجمنا، ويركلون جثث أبنائنا وأمهاتنا وآبائنا وأجدادنا، دون أن نحتج، أو نصرخ، أو نقاوم أو نشكو!

العربي الجيّد.. هو العربي الميّت.. أو الذي شبع ويشبع موتاً إكلينيكياً أمام كل ما يحدث..

فاقرأوا الفاتحة.. أحسن الله عزاءكم؟!
ـــــــــــ
** كاتب صحافي مصري